أول اختبارٍ قصير ، حين حلمت بالهاوية!
"لا تفزع حين تبدو لك الأمور بادئةً بالانهيار" كانت
النصيحة الأولى التي سمعتها و لم أعلم متى سأستفيدُ منها حتى خرجت بعد الاختبار
الأوّل ، و للأسف لم أتذكّرها في ذلك الوقت.
أنت هنا ، حيث يفترض بكل الثوابت أن تكون قابلة للتغيير إلا قوّتك.
تلك الثوابت تتضمن اعتيادك على رؤية العلامات الكاملة تزيّن جميع وثائقك بدونِ
جهدٍ يُذكر. أنت هُنا ، حيثُ لا يُفترضُ بالسوءِ إلا أن يزيدكَ صبراً.
ثلاثة ساعاتٍ أقابلُ فيها بعضاً من الأوراق ، أخرجُ و أنا فرحةٌ أرى
نفسي بعد أيامٍ قليلة أحدّثُ الجميع عن تلك العلامة التي يحلُم معظمهم بها. كانت
تلك هي الفكرةُ المهيمنةُ على الجميعِ في يومِ الاختبار الأول. لكنّ الأمورَ لم تكُن
بتلك السهولة أبداً ، لأنّ حلاوةَ الحديثِ عن تلك العلامةِ المميزة تستحقّ الكثير
الكثير من العناء.
سرتُ طريقاً طويلاً - بدا لي أطولَ من المعتاد - و أنا أُتمتِم كلّ ما
حفظتُه كتعويذة. جلستُ على مقعدي و وضعتُ حُلمي عن يميني ، وخَطَطْتُ بشمالي
حروفاً مرتجفةً تشبهُ إلى حدّ كبيرٍ حروفَ اسمي. لم ألحظ الساعاتَ و هي تنقضي
تباعاً و لا أتذكّر ما فعلته بتلك الأوراق حتّى. ولكنّي أذكر فزعي كلّ ما سمعتُ -
بمحض الصدفة - بعض الإجابات التي ترددت في الاروقة. حزمت أمتعتي بهلعٍ و عزمت على الرحيل إلى
حيث اللامكان.
بقيتُ أياماً سبعة أتذكر تلك الأسئلة و أحاولُ أن أتذكّر جميعَ إجاباتي.
حساباتٌ مشؤومةٌ تملأ أقصى مناطق قلبي عُتمة حتى حانَ إعلانُ النتائج. كان يوماً
صيفيّا حارّاً - حارّاً جداً - و في الرابعة عصراً - حين كنت لا أزال في الجامعة -
بثقلٍ على كتفي الأيسر يجعلني أشعر بخدرٍ حتى في رؤوس أصابعي: تمتمت كلّ ما أحفظ
من دعاء و ذكرٍ و آيات.
كمطرٍ يهطل على روحك حين تصابُ بالجفاف ، كطعمِ السكّر في قاع كوب
قهوة مرّة ، تأتيك البشارة بأن عملك لم يذهب سدى .. ولكنّ الأفضلَ يستحقّ المزيد.
نقطة في آخر السطر:
إن كانتِ الساعاتُ الأربعة والعشرون لا تكفيكَ حتى تسعى خلف حُلمك ،
فاصنع لنفسكَ ساعةً جديدة .. تتبعُها أخرى. ينتهي يومك حين تكفُّ عن المسير ، لا
حينَ تغربُ الشمس.
تعليقات
إرسال تعليق